نظرة عامة – إحسان قاسم الصالحي” üzerine 2 görüş

  1. ألقيت نظرة عابرة على هذا الموقع
    وجدته نافعا فعلينا أن نستفيد من هذا الموقع
    جزاكم الله خيرا

  2. الحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم.. وبعد
    فقد منّ الله عليّ وتفضل وأكرمني بقراءة هذا المُؤَلَف المهم، الذي عُدَّ وكُتب بعناية ودقة طالت الكتاب من أوله لآخره، وقد استوقفني الإهداء وهالني، فالدكتور إحسان أهدى الكتاب إلى أجيال الشباب وأمة الإسلام المقبلة، وما ذاك إلا ليقينه أن الأستاذ النورسي قد راهن عليهم وأحبهم وكتب إليهم، ومن هنا تجلت عبقرية الدكتور إحسان وإخلاصه وتجرده، فقد آثر أن يسند أمر إهداء الكتاب لأستاذه البديع السعيد، آملاً أن يجد هؤلاء الشباب والأمة في الكتاب( نور الأمل ومفتاح الحياة الإيمانية الخالدة). والعبارة الأخيرة توحي أن هذا هو الهدف من تأليف الكتاب، لذا نجد الدكتور إحسان وهو يتحدث حديثا مُطولاً عن المحن والبلايا التي تعرض لها الأستاذ طوال حياته( المرض، السجن، النفي والمحاكمات… الخ) يُلفت النظر إلى المنح والمكاسب الدعوية والثمرات التي أسفرت عنها، فعلى سبيل المثال، بعد استقرار الأمر بيد مصطفى كمال وإلغاء الخلافة، وفرض الحياة الغربية على الأمة، يمسك الأستاذ النورسي بمفتاح إيمان، ويفتح باب الأمل، فقد شرع في هذه الظروف البالغة التعقيد والصعوبة بتأليف ( رسائل النور) ونشرها بين طبقات الأمة، وبينما يعزم ( غلادستون) على قطع صلة المسلمين بالقرآن لهزيمتهم، يحول الأستاذ بديع الزمان هذه( المحنة إلى منحة) بتكريسه حياته لإظهار إعجاز القرآن وربط المسلمين بكتاب الله، ويصوّر لنا دكتور إحسان كيف أخرج الأستاذ كتابه( إشارات الإعجاز) من رحم معاناته وجهاده للروس. وكذا بعد نفي الأستاذ لبارلا بعد الموجة العلمانية العنيفة، يحدثنا دكتور إحسان عن عزلة الأستاذ ووحشته وغربته في بارلا، واستمداده السلوى والأنس من الإيمان بالله، لتأتي المنح بعد ذلك إذ تصبح بارلا بمشيئة الله وفضله مصدراً لإشعاع إسلامي أضاء فيما بعد أرجاء تركيا. ويتكرر المشهد فتغدو السجون على وحشتها وقسوتها مراكز إشعاع إسلامي ومنارات يوسيفية.
    كما أن هذا السِفر المبارك استطاع أن يجسد ببراعة ومكنة تصويرية فائقة, ملامح العالم الرباني سعيد النورسي وأبرز صفاته، فيحدثنا عن نبوغ الأستاذ وفرط ذكائه وعلو همته التي حيّرت أقرانه وأساتذته ليُحظى وينفرد بلقب بديع الزمان بين أهل زمانه، والذي لم يسبقه إليها إلا ( الهمذاني).. ويمضي أستاذ إحسان ويكمل تصوير ملامح البديع السعيد من خلال أحداث ومشاهد، فهو العالم الرباني القوي الشكيمة الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، وهو الصابر المتصبّر، وهو الذي امتلأ قلبه بالرحمة والشفقة تجاه طلابه وإخوانه المؤمنين بل تجاه الكائنات كلها، وهو العابد الأواه المنيب ليجسّد الأستاذ مع طلابه الذين ترسموا خُطاه قوله تعالى في سورة الفتح( أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعاً سُجدا، يبتغون فضلاً من الله ورضوانا).
    وفي القسم الثاني من الكتاب وُفّق دكتور إحسان في إعطاء فكرة عامة وواضحة عن بعض جوانب رسائل النور، من ذلك_ على سبيل المثال_ نجده يصوّر لنا حالات روحية اعترت بديع الزمان قبيل تأليفه للرسائل، ليخرج منها بأشهر قواعده التربوية والإيمانية( ابحث عن طبيب يداويك قبل ان تداوي جروح الآخرين)، وكذا( توحيد قبلة المؤمنين يكون في القرآن الكريم الذي هو أسمى مرشد وأقوى أستاذ على الإطلاق).
    ثم حشد دكتور إحسان هذا القسم بمباحث في غاية الأهمية، فحدثنا عن مصادر رسائل النور وكيف كانت تُكتب، وعن أهم الخصائص التي جعلتها تُلبي حاجات العصر، وهنا تظهر أمانة الدكتور إحسان العلمية ونكران ذاته، إذ يُنبه إلى أنه سينقل ما ذكره ( زبير كوندوز) في هذا الصدد، ولعل هذه الأمانة ونكران الذات وذكر خدمات الآخرين من طلاب النور هي سبب البركة التي نجدها في أعمال دكتور إحسان المتصلة بالرسائل، فقديما قِيل ( مِن بركة العلم عزو الحديث لقائله).
    ويحدثنا دكتور إحسان وهو الذي ملك ناصية الرسائل وأحاط بدقائقها ومراميها ومضامينها، عن جملة من المباحث المهمة، منها: طريقة (عرض الموضوع في الرسائل)، وهي مباحث مضيئة للمهتمين بفنون الدعوة والإرشاد وأساليبها، والتي تنوعت حسب المواقف والموضوعات والمخاطَب، ذلك ان الرسائل تبحث في الأساس عن الإيمان.
    ويعقد دكتور إحسان مبحثا مهما ويخصصه للحديث عن أثر الرسائل ومفعوله، والذي لخصه_ ثم فصّل فيه لاحقا_ في إشباع الرسائل لجميع اللطائف المندرجة في الإنسان( الروح والقلب والعقل والخيال) فيأخذ كلٌ حقه..ثم يتحدث الدكتور في مباحث مهمة عن مصنفات رسائل النور وعن ترجمتها ،ويحدثنا عن إسهام الرسائل المقدّر في خدمة السنة النبوية والعلوم المتصلة بها، والفقه، وعلم الكلام، والعلوم الكونيةوالفلسفة. وزيّن دكتور إحسان تلك المباحث بحديثه المهم عن( منهج رسائل النور في التبليغ) وهي تمثّل إضاءات مهمة في فن الإرشاد والدعوة..
    أما القسم الثالث والأخير من الكتاب فقد كان عبارة عن نماذج مستلة من كليات رسائل النور، وقد اختارها دكتور إحسان بعناية تعكس ثاقب نظره فأتت متنوعة في مضمونها وبالتالي في أسلوبها، لتشهد لبديع الزمان بالعبقرية والتفرّد والجدَّة.
    وختاماً نؤكد أن هذا الكتاب فريد في فنه، وهو علامة فارقة في فن الترجمة وأدب السيرة الذاتية، حشد فيه الكاتب إمكانته العلمية والأدبية، ليُخرج لنا كتاباً غاية في الثراء بمحتواه ومضمونه، والكتاب على رصانته لا يخلو من طراوة ونداوة وعذوبة مما ساهم في زيادةعنصر التشويق الذي هو أحد أهم سِمات الكتاب.
    رحم الله الأستاذ البديع السعيد رحمة واسعة ونفع الأمة برسائله المنوّرة، وبارك في الدكتور إحسان قاسم وذريته وتقبل جهوده المتصلة بالرسائل وصالح أعماله، والحمد لله رب العالمين، وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
    طالبة النور.. فيروز عثمان( أم فوزي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Benzer yazılar

Aramak istediğinizi üstte yazmaya başlayın ve aramak için enter tuşuna basın. İptal için ESC tuşuna basın.

Üste dön